اعلم بداية أخي المؤمن أنّ الله جلّ وعلا قد أغنانا وأنعم علينا معاشر المسلمين بشريعة كاملة شاملة لكلّ مصالح الدّين والدّنيا، وعلّق السّعادة في الدّنيا والآخرة على العمل بها والتمسك بهديها فقال جلّ من قائل: } فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى {، وقال: } فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون {..

هذه الشّريعة هي الصّراط المستقيم الذي هو طريق النبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وما خالفها فهو طريق المغضوب عليهم والضّالين من اليهود والنصارى والمشركين، وأنت أخي المؤمن تدعو الله في اليوم الواحد ما لا يقلّ عن سبع عشرة مرّة أن يهديك الصراط المستقيم، وأن يجنّبك طريق المغضوب عليهم والضالين حينما تقرأ سورة الفاتحة التي قراءتها ركن من أركان الصلاة في كل ركعة، فتأمل هذا الدعاء ومقاصده وثماره: إنّه يعني أوّل ما يعني الاقتداء بالرّسول (صلى الله عليه وآله) والتمسّك بشريعته في العبادات وفي المعاملات وفي الآداب والأخلاق، ويعني مخالفة الكفّار فيما هو من خصائصهم في العبادات والمعاملات وفي الآداب والأخلاق؛ لأنّ التشبه بهم في الظّواهر والأحوال يورث محبتهم في الباطن أو على الأقلّ يورث عدم البراءة منهم ومن عاداتهم ومعتقداتهم..

لأجل هذا تضافرت الأدلّة من الكتاب والسنّة على الأمر بمخالفتهم والنّهي عن التشبه بهم، إبعادا للمسلم عمّا فيه مضرّته، لأنّ أعمال الكفّار باطلة ومساعيهم ضالّة ونهايتهم إلى الهلاك } والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب {، } والذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف {..

ومع أن الله تبارك وتعالى قد حذرّنا في كتابه وعلى لسان نبيّه من اتّباع سبيل اليهود والنّصارى، فقد دبّت فينا أدواء هاتين الأمّتين، وصارت أمّتنا أمّة تابعة مسخا إمّعة إلاّ من رحم الله.. بل لقد صار التّقليد الأعمى في سفاسف الأمور وترّهاتها علامة تقدّم عند الكثير منّا، فإذا تحدّثت متحدّث عن التّديّن والالتزام والحياء والعفاف، سمعت من يقول: يا أخي إنّنا في العام 2010 أو إنّنا في العام 2011 وأنت لا زلت تتحدّث عن هذه الأمور، فتظنّ أنّ محدّثك يريد منك أن تحدّثه عن عالم الذّرّة والمجرّة وعن الشّفرة الوراثيّة والجينوم الاستنساخ وعن أجيال الحواسيب، لكنّك إذا سألته ما هو عام 2010 أو 2011؟ أجابك: عام موسيقى وألحان ومغامرات وأفلام.. تجده يحفظ أسماء نوادي الكرة ونجومها، ويحفظ عناوين الأغاني ومغنيها.. بالنّسبة له هذا هو التّقدّم وهذه هي العصرنة وهذا هو التّحضّر.. هذه هي حال كثير من شبابنا في هذا الزّمان.. حضارة حظائر وخمور وخمائر وموت ضمائر..

إنّه ما يمرّ عام إلاّ وتزداد فيه الحقائق العلميّة الدّالّة على عظمة هذا الدّين وأنّه الحقّ من ربّ العالمين } سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن له



ارجو من الكل وضع هذه الصورة في بياناته بالمنتدى

منقول