السلام ليكم ورحمة الله وبراكاته
تعالى اخي ـ اختي العضو لتكتشف سر عيونك
عندمـــــا تتكلّــــــــم العيــــــــون .. تصمـــــــت الشفــــــــــاه ..
]العيون كتاب مفتوح .. والنظرات فيها السطور ..
وبريقها هو الكلمات ..
تختزل العيون في اعماقها مئات المشاعر المنقولة من
القلب ..
العيون ماستين برّاقتين في الوجه .. فيهما أروع اللغات ..
وأقوى الكلمات .. وسطور وألحان وسمفونيات ...
تلك هي العيون .. قصيدة متناغمة بين إخضرار الربيع
وسنابل الصيف .. وتعرّي الخريف .. وامطار الشتاء ..
تجتمع فيهما الفصول الاربعة ..وتختبأ بين أهدابهما مئات
اللحظات والذكريات والضحكات .. وتتهادى منهما العبرات
كمركبٍ وسط بحر تعبث به الأمواج ...
العيـــــــــــــــــون الخضــــــــــــــــــــر اء ..]
تتجسد بلونهما أوراق الربيع .. وتتفيأ بروعتهما مئات
الأغصان المكسوّة بالإخضرار .. فيهما إمتداد لمساحات
و واحات مخضلّة الجمال ..
نظراتهما .. تحكي حكايات الواقع والخيال ..وتبث روعة
البساتين والحدائق والرياض ..
بريقهما .. كمرآة مصقولة على ناي السِحر والفتنة ..
العيـــــــــــــــــــــ ــــون الزرقــــــــــــــــــــ ــــــاء ..
فيروزتان جميلتان في بحر أزرق متهادي الأمواج ..
تختلط فيهما الوان قوس قزح و زرقة السماء ..
نظراتهما .. تبوح بثوب مزركش كثوب السماء المزدان
بالنجوم ..
وبريقهما .. يحكي قصص البحّارة..
والسفن .. والأشرعة .. والنوارس ..
العيـــــــــــــــــــــ ون الســــــــــــــــــــــ ـــوداء ..
[/size]وكأن الليل في هاتين العينين اصبح ليليْن ..
ليلٌ يُحاكي بوح السهارى .. وليلٌ تكحّلت به
تعابير العين ..
نظراتهما ..تتكلّم بالحكمة .. والرزانة .. والقوة .. وتمتزجان
بواقعية الجمال والروعة وخفة الظل ..
بريقهما .. يحكي قصص القوافل المسافرة في جُنح
الدُجى ..
فقد قال الشاعر الكبير جرير في العيون السوداء الحوراء ::
(( إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا
يصرعن ذا اللُبِ حتى لا حراك له
وهنّ اضعف خلق الله أركانا ... )) ..
العيـــــــــــــــــــــ ـون البُنيـــــــــــــــــــ ــــــــة ..
يُماشي هاتين العينين مرور الخريف وتلوّن أوراقه
بتعرّي الأغصان من الأشجار ..يختلط فيهما الشهد
وسلاف الكؤوس ..فيهما مئات التعابير العميقة ..
وتتسطر فيهما ذكريات الطفولة على الأرجوحات ..
يصفو فيهما اللون البني ويتمركز على عرش
وملوكية العين ..
نظراتهما .. تبوح بسفر الفصول من خلف اغصان الشجر ..
و تتوهج فيهما لحظات المرح والكبرياء والشموخ ..
بريقهما ..يحكي قصص الخريف واوائل الشتاء ..
ويروي حكايا مواقد النار والحطب المشتعل ..
العيـــــــــــــــون الملـــــــــــــــــــوّ نة ..
تلك هي العيون الأسطورية ..تنسّقت فيهما الوان الطيف ..
وامتزجت بروعتهما الوان الربيع و زرقة البحر
ورحيل الشمس وتعرّي الاغصان ..
نظراتهما .. صافية كماء عذب على الماس مصقول ..
وبريقهما .. متناقض بين البراءة والجراءة ..
والغموض .. والوضوح ..
تلك هي العيون معاجم من اللغات المقروءة والغير مقروءة..
فعندما تتكلّـــــــم العيــــــون تصمـــــت الشفـــــــــاه ..
تلك هي العيــــــــــــــــــون المشتاقــــــــــــــــة ..
بريق صامت يبوح باللهفة و دم الشوق المتدفق ..
تتناغم نظراتهما بإنسياب عميق و توهج جميل ..
نقرأ فيهما عناقات المحبين .. وقبلات العاشقين ..
واحضان الأقارب والأصحاب ..
أما العيـــــــــــــون الخائفـــــــــــــــــــ ة ..
تُعبّر عن داخلها بعفوية وتلقائية ظاهرتين .. ويشقُّ
سهم الخوف والوجل نظراتهما .. ويُجفّف فيهما لمعان الأمان
.. وتنساق مساحاتها المتشكّلة خلف المجهول والإنذهال ..
العيـــــــــــــــــون الفرِِحــــــــــــــــــ ـة ..
هي العيون التي تبني بالفرح قصور الجمال والبراءة ..
وتُعبّر عن كلامها برقص الاغصان وهدير الماء
وإنسياب الشلالات .. تلمع فيها اضواء الفرح ..
وقناديل الضحك .. وتسهر على شرفاتها ..
مئات النجوم الغجرية المتراقصة ..
العيــــــــــــــــون الحزينـــــــــــــــــــ ـــة ..
عيون سكنت فيها رحال الحزن والالم .. وتقلّبت في
فصولها رياح الوجع والظلم والقهر .. وتنسّكت في
محرابها مشاعر مختلطة بين الغصة وبوح الآه ..
لا يستوطنها إلا فصل الشتاء الغزير الهاطل
من غيوم المُقل .. وتخال للحظة أن هذه العيون المُمطرة
ستُغرق ما حولها بفيض صيبها الجارف ..
تلك هي حكايات العيون .. لمسات ربيعية وضحكات طفولية ..
مشاعر راحلة في شتاء الليل المُكفّهر .. وفيروز متزاوج
مع البراءة والسحر ..
فعندما تتكلّــــــــم العيــــــــون تصمـــــــت الشفـــــــــاه ..