بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي نظراً لما لوحظ من كتابة الابيات الشعرية بدون وزن وقافية ..ورغبة في الحفاظ على رقي وروعة منتدانا الغالي ..
فهذه بعض الدروس البسيطة في كيفية نظم الشعر والمحافظة على الوزن والقافية..
الرجاء من الجميع اعضاء ومشرفين التقيد بها ..مع خالص تحياتي..
وزن الشعر النبطي
كيف يمكننا وزن الشعر النبطي وكيف نعرف اذا كان مستقيما هذا البيت او مكسورا او تلك الشطره ناقصه او مستقيمه ؟
احبتي ليس للشعر النبطي أي تفاعيل لبحوره علما ان بعض الشعر النبطي يمكن وزنه على تفاعيل الشعر العربي ولكن اعتماد شعراء النبط على وزن القصيد بالهجينه ماهي الهجينه
الهجينه هي الغناء ....
لماذا نقول ليعرفوا وزن القصيده واستقامتها على هذا الوزن .... يعني كلما وجدنا قصيده مكتوبه ... يجب تحديد بحرها ... ثم نغنيها على هذا البحر فإذا لم يقف الغناء في بيت او شطره عرفنا ان القصيده كلها مستقيمه واذا توقف بيت او شطره واختلف الغناء فيها ولم يساير بقية الابيات عرفنا ان الخلل بهذه الشطره او ذلك البيت ......
وانصح المبتدئين ... بتجربة هذه الطريقه ..
لانها سوف تساعدهم في عملية الوزن
عكس المتمرسين الذين يستطيعون الوزن بمجرد السماع ... نتيجة الخبره .... وطبعت في اذهانهم الموسيقى الشعريه لكافة البحور .....
واذا كان هناك أي اختلاف بينهم ...
يرجعون للهجينه .... اذن الهجينه مهمه...
مثال
همن يفارقني وهمن يعودني .........
وهمن يزايمني وهمن أزايمه
لو ارجعنا هذا البيت لبحره نعرف
كيف نزنه ...... كيف
نقول .. هذا البيت على بحر الهلالي ...
من تركيبته .... نغنيه بلحن الهلالي ...ونعرف بعد الغناء انها راكبه على اللحن ولم نتضطر الى مد كلمه او نطق كلمه ناقصه حرف او خلاف ذلك اذن فهو مستقيم ... وهكذا ....
احبتي ... يجب ان تكون القصيده النبطيه موزونه على وزن واحد ويستمر هذا الوزن من بداية القصيده حتى نهايتها على وزن البحر الذي تنتمي اليه القصيده .... ولا يجوز ابدا اخلال الوزن في احد الابيات او ادخال وزن جديد بالقصيده غير الوزن الذي بني عليه مطلع القصيده ..... نقول مطلع القصيده ..( البيت الاول ). ومطلع القصيده مهم هو الذي يحدد الوزن الدقيق لبقية الابيات ...
هذا مهم ...ويستخلص الوزن من الهجينه ...
أي غنائها على بحرها .. من مطلعها .... احبتي ..... هناك حاله ننوه بها .... نقول اذا كان البيت الاول على وزنين ..
اي كل شطره على وزن ... معين ... يجب ان نستمر على هذا الشكل في كل بيت حتى النهايه ..... ولا تكون هذه الطريقه
واقصد الوزنين ... غالبا الا في القصيد ...( السامري)
القافيه
احبتي ... القافيه
ونقصد بها قفل اخر الابيات في الشطرات .... على حسب تكوين القصيده وبحرها
في نهاية ...( العرض ) ونهاية ...( الضرب ) على حسب القصيده ...
والتي تأتي بعد ( الحشو )
ويجب على الشاعر النبطي التقيد بقافيه معينه يلتزم بها وتستمر معه من بداية القصيده حتى نهايتها ...
والمعروف ان الشعر النبطي اغلبه يكتب على قافيتين لكل شطره قافيه والقافيه تكون من حرفين او اكثر في نهاية الكلمه الاخيره ... كما قلنا ... ولا يجوز ان تكون القافيه بحرف واحد الا بالحروف الساكنه والتي تنطق بالتشديد ( كالام ) (النون ) ( الباء ) المشدده
مثال
كل شين غير ربك والعمل .......
لو تزخرف لك مرده للزوال
نلاحظ... بالشطره الاولى التزم الشاعر بحرف واحد بالقافيه ( اللام ) الساكنه ... والتي تنطق مشدده لا ستقامة الوزن كما انها
تغني عن الحرفين بحال التشديد اما بالشطره الثانيه فقد كانت قافيته حرفين ( الالف ) ( اللام ) نظرا لان ( اللام بالشطره الثانيه نخففه على اعتبار انها نهاية البيت لذا وجب ان تكون حرفين
احبتي ... هناك قوافي تتكون من ثلاث حروف او اربعة وذلك حينما تكون القافيه محدوده كالالف.... والهاء ...بالاضافه
الى الحرف الاخير الاصلي بالكلمه ... فتكون القافيه ثلاثة حروف .. مثل
ولد الردي لو طاب لك لا تماشيه .......
يومين والثالث يبين الردابه
نلاحظ .... ان القافيه في الشطره الاولى حرفين ..(الياء ) (الهاء وقافية الشطره الثانيه ثلاثة حروف (الالف..الباء ..الهاء )
احبتي ...يجب ...ان تختلف القافيه بين الشطرتين اذ لايجوز ان تكون الشطرتان على نفس القافيه الا بالقصائد المربوعه
ويجب ان تكون مختلفه في النطق ....
لتعطي السامع موسيقى شعريه تجعل نطقها سهلا ولا تنفر السامع
وسوف نتطرق لبحرين في الشعر النبطي هما الهلالي والصخري ...
ونشرح كيف تكون القافيه فيهما
ونفرق بينهما
ونقول يجوز احبتي بهما ان تكون القصيده على قافيه واحده بنهاية الشطره الثانيه فقط مع العلم ان ( الصخري ) يجوز به ان تكون القصيده على قافيتين او قافيه واحده على عكس الهلالي والذي لا تربط القصيده بقافيتين مطلقا ماعدا البيت الاول من القصيده في بعض الاحيان وتستمر القصيده كلها حتى النهايه على قافيه واحده كحرفين او اكثر وهذه الطريقه لاتجوز ابدا ببقية بحور الشعر النبطي حيث ان البحور الباقيه تربط بقافيتين بأستثناء ( الصخري ) و( الهلالي ) كما اسلفنا
مثلا .... هذه قصيده على بحر ( الصخري )
ترى جرح الهوى ماهو بياوي ........
ولايبر به بالطب المداوي
يكفيك الخبر مجنون ليلى ...........
على ماجاه من كبر البلاوي
ومن عزمه ومن قوات باسه .......
يهوم الدرب لو ماهو بقاوي
نلاحظ ان الشاعر بدأ القصيده بربط شطرتي البيت الاول بقافيه واحده ... هي
الالف...الواو....الياء .... والبيت الثاني .. اهمل القافيه بالشطره الاولى والتزم بها بالشطره الثانيه حتى نهاية القصيده....
على قافيه واحده
مثال اخر
سقا غيث الحيا مزنن تهاما .....
على قبرن بتلعات الحجازي
يعط ابه البختري والخزاما ......
وترتع فيه طفلات الجوازي
قصيده على بحر الصخري ... انظروا الفرق ... جاز للشاعر هنا ايضا ربط كل شطره بقافيه مستقله فكانت قافيه الشطره الاولى .. الهاء ... الالف ... الميم ...
وشطر الثانيه قافيتها
الالف ... الزاء .... الياء ... بحيث كانت القافيه الاولى ممدوده .. والثانيه ساكنه ( الف )
المد بالاولى و ( ياء ) التسكين بالثانيه لضمان الموسيقى الشعريه التي تعطي القصيده قوة وجوده
اذن نقول ان بحر الصخري .. يجوز فيه ان تستخدم قافيتين او واحده فقط
اما بالنسبه للهلالي فلا يجوز ان يربط بقافيتين مطلقا ماعدا البيت الاول الذي يربط بقافيتين ويجوز ايضا ان لا يربط البيت الاول بقافيتين بل تستمر القصيده على قافيه واحده ايضا من بدايتها حتى نهايتها
احبتي توقفنا عند بحر الصخري وكيف تكون قافيته ... وشرحنا وضربنا مثال على ذلك .. والان نشرح البحر الهلالي ...
ونشاهد قافيته ... كيف تكون ... مثال
رياح الهوى لابدها من سكونها .....
تصرف بتدبير امرها من يكونها
لاعرف منها ضحى الكون منزل ..
فباكر فمن يدري من ايار كونها
الشاعر هنا ربط شطرتي البيت الاول بقافيه واحده وهي ( الواو ) ( النون ) ( الهاء ) واهمل القافيه بالشطره الاولى من البيت الثاني وبقية القيصده حتى نهايتها.... نلاحظ .. ان ( الهاء) اضيفت الى الكلمه الاصليه .... مثال ( سكون ) اصبحت سكونها ... ( يكون ) يكونها
ايضا احبتي يمكن للشاعر ان لا يلتزم بالقافيه كما في المثال الاول .. يمكنه فقط الالتزام بها في الشطره الثانيه من البيت وتسير القصيده بهذا الوضع حتى نهايتها
احبتي سوف نتعمق .... في البحور اكثر ونسردها ونعرف قولفيها انشاء الله ... اما الان سوف نتكلم عن القافيه بشكلها العام ... قوتها وضعفها .... هناك بعض الشعراء يلتزمون بما لايلزم يعني اشتهاد وغلو في القصيد ... يبنون قصائدهم على قافيه من اربعة احرف او كلمه كامله وهذا يكون من باب العجيز او استعراض قوة الشاعر وثبات تمكنه الا ان القصيده تأتي جوفاء لا معنى لها لان الالتزام بالبحث عن القافيه الصعبه يجعله يقول أي شي من اجل القافيه على حساب المعنى الاجمالي للقصيده وبذلك تفقد القصيده عفويتها ... وقد شاهدت الكثير من هذه القصائد .... ولكن احبتي لا نستطيع ان نعمم الوضع على جميع الشعراء .. لان هناك من يجيد وضع المعنى المناسب حتى مع صعوبة القصيده من ناحية القافيه الا انهم قله
نكمل
لايجوز بالشعر النبطي تكرار القافيه في أي حال من الاحوال لانه يعتبر ضعف يعاب على الشاعر على خلاف الشعر العربي الفصيح والذي يبيح تكرار القافيه بعد البيت السابع الا ان الشعر النبطي يبيح ان يختم القصيده ببدايتها على اساس ان تكون الشطره الثانيه او الاولى من البيت الاول من القصيده هي نفسها الشطره الثانيه من البيت الا خير دليل انتهاء القصيده او ختامها بنفس بدايتها لربط الفكره .... غير ذلك لايجوز ابدا تكرار القافيه .... انا اشاهد بعض الاخوه هنا يقومون بتكرار القافيه .. يعني الكلمه نشاهدها اكثر من مره في القصيده .... ...
احبتي ننهي الدرس وسوف ننتقل الى البحر ....
وماهو البحر .. يعني تعريف له ... وهذا سوف يكون في درسنا
البحر
احبتي البحر ...
احد قواعد الشعر النبطي المهمه والذي يعطينا تلك الموسيقى الشعريه حسب مسماه ونوعه وانواعه كثيره لن نتطرق لها الان ... وانما في درس اخر
احبتي
يجب ان تكون القصيده النبطيه على بحر معين من بحور الشعر النبطي لكي توزن عليه وتعرف به كما اسلفنا .... ان الشاعر النبطي غالبا لا يختار البحر قبل القصيده اي لا يبني القصيده بعد اختياره للبحر بالقصائد العفويه والتي هي اصدق واقوى ولكن هي احاسيس يظهرها الشاعر كما احسها الا انه في حال المجاوبات بين الشعراء حيث يرسل شاعر لشاعر اخر قصيده فيلتزم الشاعر المرسل اليه بنفس بحر القصيده المرسله وهنا يكون اختيار البحر قبل القصيده فقط ويجوز ان يخترع بعض الشعراء بحورا جديده غير البحور... المعروفه ...هذه البحور الاجتهاديه حالات نادره وشاذه الا انها تعتبر قواعد وفي حال اختراع بحر جديد يجب ان تكون الشطرتان متساويتان تماما من ناحية الوزن ويستمر هذا الوزن حتى نهاية القصيده الا ان ذلك كما قلنا بحالات قليله لا يقاس عليها ... اما في اغلب القصائد فانها لاتخرج عن بحور الشعر النبطي المعروفه والتي سنذكرها كما قلنا
هنا ينتهي درسنا وتعريفنا للبحر .... وننتقل الي الالفاظ
الالفاظ
احبتي لكي يكون الشعر نبطيا فلا بد ان تكون الفاظه نبطيه بمعنى ان تستخدم لهجة اهل الباديه بكلمات هذا الشعر وهذا لايعني ان الشعر النبطي يرفض التجديد ولكن لابد من المحافظه على طابع التميز للشعر النبطي بالاستعانه بتعابير واصطلاحات اهل الباديه بلهجتهم حتى لو لم تكن بنسبة مئه بالمئه يجوز على اساس ان لاتقل نسبة الالفاظ النبطيه عن الخمسين بالمئه وهذا لكي يحتفظ الشعر النبطي بنكهته وطابعه المميز لكي يعرف من مجرد السماع دون الحاجه الى السؤال أي نوع من الشعر هذا
هنا احبتي يكون قد انتهينا من اغلب قواعد الشعر النبطي فقد شرحنا
الوزن ... البحر .... القافيه .... الالفاظ .... وسوف ننتقل الى بحور الشعر النبطي
وسوف يكون استهلالنا هو بحر الهلالي ..
البحور
بحر الهلالــــــــــي
وهذا البحر هو اصل الشعر النبطي حيث انه الشعر النبطي منذ ظهوره واول القصائد قيلت على هذا البحر وقد اشتقت منه بقية البحور وهذا البحر سمي هلالي نسبة الى بني هلال ... ويكتب الهلالي بعدة طرق الا ان قافيته واحده اما بسكون القافيه او بمدها وهذا يكون في القافيه ليس الوزن لان الوزن واحد وهذا البحر من اصعب بحور الشعر النبطي من ناحية وزنه فليس من السهل ضبط وزنه حتى لو كانت قافيته واحدة .. كما يمكن للشاعر هنا اخذ راحته من حيث طول البيت الواحد يستطيع ان يجمع به معلومات وافكارا ومعان نظرا لطوله . ايضا يمكن للشاعر هنا في الهلالي ربط شطرتي البيت الاول بقافيه واحده واهمال البقيه في الشطرات الاولى ... واحيط علما ان بحر الهلالي يمكن غناءه على الربابه ونعرف اذا كان مستقيم من عدمه يعني اللي يبي يعرف لحن الهلالي ويعرف ويفرق عن غيره كما قلنا بطول ابياته او بتسكين قافيته او مدها ... ولا يختلط علينا اذا سمعنا الصخري لانه يغنى على الربابه ايضا ... ولكن الصخري من عادته يكون حزين بكائي ويكون الصخري اذا غني على الربابه معروفا لترديد الابيات اكثر من مره عكس الهلالي ... وسوف نقوم بشرحه ايضا .
امثله على الهلالي
هناك اشرطه لقصائد الهلالي تنشد على الربابه ... يمكن للمبتدي الترديد خلفها حتى نتعرف على لحنها
وهذه قصيده على الهلالي .. طويلة الابيات
يقول الخلاوي حاضر الراي صايبه .......
مصاب الحشا ما دهى بادها مصايبه
ومشطون حالن بات يصلا على لظا ........ مغلوف معلوقن والاكــــــــباد ذايبه
نلاحظ ربط شطرتي البيت الاول بقافيه واحده واهمل الشطرات الاولى الباقيه ..
ونلاحظ طول الابيات
وايضا اعتمد الشاعر هنا على القافيه الممدوده باستعمال (الالف)(الياء)(الباء)(الهاء)
احبتي ملاحظه يجوز عدم ربط القافيه الاولى بالشطره الاولى للبيت الاول مع الثانيه يجوز في الهلالي
مثال اخر
يقول جرى واشرف اليوم مرقب ......
طويل الذرا للريح فيه زليل
طويل الذرا تهفها الحوايم حوله ........
وللحر الاشقر في ذراه مقيل
نلاحظ هنا عدم ربط شطرتي البيت الاول بقافيه واحده ...
ونشاهد قصر في ابيات القصيد ...
لماذا اختلف هنا نقول لان الشاعر اختار القافيه الساكنه وقافيته ( الياء )(اللام) وعلى فكره هنا الوزن مقارنه مع التي سبقت نلاحظ لو غنت على الهلالي لوجدناها على نفس الوزن حتى بعد وجود الفرق واقصد طول الابيات وقصرها في القصيدتين..
أتمنى أن تحصل الفائدة مع حبي
تحياتي