التوبة : النصوح من كل الذنوب صغيرها وكبيرها سواء من حقوق الله سبحانه
وتعالى أو حقوق العباد , مع
استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى والمداومة على هذه التوبة وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا(
ذكر الموت : في الصباح وفي المساء وعند تلاوة آيات الموت في القرآن الكريم وتذكر الأهل والأصدقاء الذين
فارقوا هذه الحياة , مع زيارة المقابر والتيقن من اقتراب المكث فيها وكل قادم آت وتذكر الحديث الشريف :
"أكثروا من ذكر هادم اللذات "
تلاوة القرآن الكريم :بتدبر وخشوع مع الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه وتطبيق قواعد الترتيل وتعلمها , ويكون
ذلك يوميا وأحرص على ختم المصحف كل شهرين أو ثلاثة شهور مرة على الأقل مع تعلم المفردات الصعبة
وتذكر الأمر الرباني: )وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا(
التزود من العلم الشرعي : بصحبة العلماء العاملين أو كتبهم أو أشرطتهم . من تفسير للقرآن الكريم
وحفظه , ودراسة للسنة النبوية والسيرة العطرة ثم حياة الصحابة والتابعين, واللغة العربية , والتاريخ
الإسلامي , وعلوم القرآن , ومصطلح الحديث وأصول الفقه , مع استيعاب لأحداث الواقع ووسائل كيد
الكافرين وتذكر الحديث الشريف : " تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بها كتاب الله وسنتي "
إتقان الفرائض : والإكثار من النوافل وخاصة قيام الليل وصيام التطوع وتذكر الحديث القدسي :
"وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ,
فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها
ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "
التوسع في الممارسة الإيمانية : والاستزادة من العمل الصالح وخاصة الآداب الإسلامية من بر للوالدين ,
والصدق والتأمل في الكون والسماحة في المعاملة ومساعدة المحتاجين والتمسك بسنن الفطرة وتذكر قول
الحق سبحانه وتعالى :
)مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ(
التعاون مع الدعاة : الصادقين في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وعدم الخوض في خلافاتهم وعيوبهم وتذكر
قول الحق سبحانه :
)وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى : بالحكمة والموعظة الحسنة وخاصة لأهلك وأولادك , ثم الجهاد في سبيل
الله لإعلاء كلمته بعد إعداد القوة اللازمة واستفراغ كل الوسع والطاقة في ذلك وتذكر قول الحق سبحانه :
)ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ(
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"وذروة سنامه الجهاد "
ولنتذكر ديار المسلمين السليبة وخاصة الأقصى المبارك الذي تدنسه أقدام إخوان القردة.
المواجهة مع الجاهلية : حسب القدرة والطاقة وقول كلمة الحق ولو كان مرا وهذه تحتاج إلى أهل العزائم من
المؤمنين الصادقين وتذكر قول الحق سبحانه :
)وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ(
وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري " قل الحق ولو كان مراً "
الصبر على مشاق الطريق : فهذا الدرب صاعد وشاق وطويل ويحتاج من صاحبه إلى الصبر والمصابرة حتى
يفوز بإحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة . وفي الحالتين وبفضل الله الكريم فإن الحور العين ينتظرون
المجاهدين الصادقين والمؤمنين الصابرين وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى :
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(
وبعد فهذه أخي الكريم عشر محطات في دربك الصاعد إلى جنة الفردوس الأعلى , فهلا شمرنا عن ساعد
الجد , وقلنا بلسان حالنا ومقالنا ( مضى عهد النوم والراحة ) ولنتيقن أن الله تبارك وتعالى يبارك هذه الخطوات
ويعين السائرين في هذا الدرب الطيب وهو معهم بعونه وتوفيقه ورعايته .
فابدأ على بركة الله بمحطة التوبة وأزل عنك أدران المعاصي وأوساخ الذنوب ثم اخطُ المحطة الثانية والثالثة
حتى تصل بعون الله إلى مقعدك في الجنة ولا تنسني من صالح دعائك.
بقلم الشيخ: د محمد إبراهيم ماضي