سقط المنتخب المغربي في فخ التعادل السلبي
أمام نظيره الأنغولي اليوم السبت ضمن مباريات المجموعة الأولى من كأس
الأمم الأفريقية على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ.
ولم يستفد
أسود الأطلس من نتيجة مباراة جنوب أفريقيا والرأس الأخضر التي آلت بدورها
إلى التعادل السلبي لتتساوى كل فرق المجموعة بنقطة واحدة.
ظروف المباراةوكان
لزاماً على أسود الأطلس الاستفادة من نتيجة المباراة الافتتاحية للمجموعة
الأولى التي جمعت منتخب البلد المضيف للـ"كان" جنوب أفريقيا بالرأس الأخضر
والتي انتهت بلا غالب ولا مغلوب (0-0).
وخاض لاعبو المغرب أولى
مبارياتهم في كأس الأمم الأفريقية أمام تحدي الظهور بصورة مشرفة بغية إرضاء
الجماهير المحلية الساخطة على النتائج الأخيرة المخيبة للأسود خاصةً بعد
ترادف الانكسارات والهزائم في مختلف المنافسات القارية والدولية.
تحضيرات مختلفةعلى خلاف المناسبات السابقة أجرى رجال
المدرب رشيد طاوسي تحضيراتهم في بلد "البافانا بافانا" حتّى تتعوّد جميع
عناصر الفريق على الظروف المناخية وأرضية ملاعب الـ"كان".
وكان
مدربون سابقون للمنتخب المغربي يختارون دولاً أوربيةً محطات للمعسكرات
التحضيرية للمنافسات القارية، وهو ما يجعل اللاعب يجد نفسه في أجواء مختلفة
تماماً عما تدرب عليه من قبل، سواء من حيث المناخ أو أجواء المباريات.
وكان
البلجيكي إيريك غيريتس المقال من مهماته آخر المدربين الذين اختاروا
التحضير في القارة العجوز إذ اختار مدينة "ماربيا" الإسبانية ذات الطقس
البارد من أجل الاستعداد فيها لمنافسات الكأس الأفريقية التي أجريت في
الغابون وغينيا الاستوائية، وهو الاختيار الذي عدّه المغاربة غير صائب إذ
ساهم في التأثير سلباً على المخزون البدني والمعنوي للاعبي المنتخب الذين
وجدوا الفرق شاسعاً بين أجواء ماربيا وتلك التي تسود في الغابون.
تغيير الخطة التكتيكيةاختار
رشيد الطاوسي اللعب بطريقة 4-2-3-1 بدلاً عن خطته المفضّلة 4-3-3 في إشارة
منه إلى ضرورة الاحتياط من منتخب "الغزلان السود" الذي يبقى قادراً على
مغالطة أي منافس إذا توفرت له الظروف الملائمة لذلك.
وعوّل مدرب
المغرب الفاسي سابقاً على نادر لمياغري في حراسة المرمى، وعبد الحميد
الكوثري ظهيراً أيسر، عصام العدوة والمهدي بن عطية في قلب الدفاع، مع توظيف
عبد الرحيم شاكير في مركز الظهير الأيمن. أما في وسط الميدان فأسند
الطاوسي مهمّة افتكاك الكرة للثنائي كريم الأحمدي وعادل هرماش، في حين
أوكلت مهمة تمويل خط الهجوم بالكرات السانحة للتسجيل للثلاثي نور الدين
مرابط في الجناح الأيمن، وأسامة السعيدي في الجناح الأيسر، وعبد العزيز
برادة خلف رأس الحربة منير الحمداوي.
الشوط الأولواستهل المنتخب المغربي المباراة بقوة
باحثاً عن الأخذ بزمام المبادرة منذ البداية إذ كان سباقاً على الكرة وحاول
التبكير بالتسجيل حتّى يسهل من مهمته في بقية أطوار المواجهة.
في
المقابل بدت العناصر الأنغولية متحفظةً واختارت التعويل على الهجمات
العكسية الخاطفة بالاعتماد على سرعة الثنائي مانوتشو غونسالفيز وماتوس دا
كوستا.
وكاد ريجيو زالاتا أن يغالط نادر لمياغري من تسديدة أرضية زاحفة بيد أنّ الأخير أنقذ الموقف وتصدّى للكرة المخادعة على مرتين (3).
وتسلم أسود الأطلس مقاليد المباراة عقب هذه الفرصة الأنغولية وراحوا ينسجون الهجمة تلو الأخرى على مرمى الحارس لويس مامونا جواو.
وسدّد كريم الأحمدي بيمناه على يمين الحارس "لاما" إلاّ أنّ الأخير استعان بخبرته وحوّل الكرة إلى الركنية التي لم تأت بالجديد (5).
وحاول
منير الحمداوي مباغتة الحارس الأنغولي بتسديدة قوية نصف طائرة بيد أنّ
"لاما" أخرج ما في جعبته وتصدى للكرة ببراعة بإرسالها للركنية (10).
وأخفق
أسامة السعيدي في افتتاح باب التسجيل بعد فاصل مهاري رائع ترك على إثره
مدافعين في مهب الرياح إذ أساء التقدير وسدّد عالياً فوق المرمى الأنغولي
عوض التمرير لأحد زملائه داخل منطقة الجزاء (14).
وتواصل المد
المغربي على حدود دفاعات الأنغوليين الذين تخيّروا تأمين منطقتهم الخلفية
دون المخاطرة بفتح اللعب إلى أن انتهى الشوط بالتعادل السلبي.
الشوط الثانيوكانت بداية الشوط الثاني على شاكلة الفترة الأولى إذ اندفع أسود الأطلس إلى مناطق الغزلان السود محاولين فك الارتباط مع منافسهم.
وتحسّن
مردود المنتخب الأنغولي مع تقدّم مجريات المباراة إذ أدرك المدرب
الأوروغواياني غوستافو فيران حتمية المجازفة في ظل إخفاق المغاربة في ترجمة
سيطرتهم الميدانية.
وكاد ماتوس دا كوستا من تسديدة أرضية زاحفة أن يرجح الكفة لمصلحة الأنغوليين بيد أنّ الحارس لمياغري تدخّل وأنقذ الموقف (62).
وردّ
بديل عبد العزيز برادة, محترف مونبيلييه الفرنسي يونس بلهندة على محاولة
المنتخب الأنغولي بأوضح منها عندما تلاعب بمدافعين وسدّد في الشباك
الجانبية (68).
ودفع رشيد الطاوسي بثاني أوراقه الرابحة مهاجم
غرناطة الإسباني يوسف العربي مكان منير الحمداوي أملاً في إعطاء دفعة جديدة
لخط الهجوم.
وتباطأ يوسف العربي أمام توزيعة كريم الأحمدي ليترك الكرة تمر مرور الكرام رغم انفراده بالحارس "لاما" (79).
وفي
غمرة الاندفاع المغربي نحو الهجوم كان المنتخب الأنغولي قاب قوسين من
افتتاح باب التسجيل بمهاجمه الخطير مانوتشو بيد أنّ تسديدته مرت بجانب مرمى
لمياغري (84).
وأضاع مانوتشو كرة المباراة عقب توزيعة محكمة من زميله ماتوس إذ مرّت تسديدته الرأسية محاذيةً للمرمى المغربي (88).
وأنهى
الحكم الدولي السنغالي بدرا دياتا المباراة بلا غالب ولا مغلوب بيد أنّ
الأنغوليين كانوا أفضل من منافسهم في الشوط الثاني وكادوا يرجّحون الكفة
لمصلحتهم لولا التسرّع وغياب التوفيق إذ لاحت علامات الإرهاق على الأسود مع
تقدّم مجريات اللقاء.