التفت يمنة ويسرة
فلم أر إلا بخار التنكّر يقطر كفر المودّة
تبرّم في غضبة
سورة وسواس تحدّث بأوهام علاقة مشبوهة
ظنون وشكوك رسمت على وجنتها دسّة حقد
شتّى وسائل الاستعطاف استثمرتها
أصبّ ماء يكاد يصل درجة التجمّد
يتحول زيتا يزيد ضراوة الابتعاد
أتقرّب فابتعد لشدة هروبها
سدّت الأبواب والنوافذ أمام مقدمات الاعتذار
وهي تؤمن كما ترسم خواطرها بأنّ الاعذار تفبرك للتنصّل
أواجهها لأتفرّس صبوح سحنتها فترميني بصفحة قفاها
ترسل تنهيدة من أخمصها
تتبعها همهمات ترتل فيها عبارات الأسى والتأسف
فكرة زرعت في معتقدها منذ نعومة أظافرها
بأن الجنس الآخر خائن بطبعه
ما يجعل أي حركة مشبوهة تزعزع الثقة من جديد
وهل الجنس الآخر طينته ملائكية ؟؟
هي تعتقد ذلك ..
حتّى مع وجود حالات مخالفة وقفت عليها بنفسها
تلتمس لهنّ الأعذار لأنّهنّ لم يفعلن إلاّ لردّ الكيل كيلين
عندما تعتريها حالتها : يتبدّل الحسن قبحا ،، والعليل سموما ،، والزلال أجاجا
صبرت ، علّ فرجا يفتح أبواب الرجاء ..
أرسلت عرابين الإخلاص مفاوضة ، ،
قطعت طريقها
سلاح عنادها يصدّ كلّ اللّطائف
ثقلت مؤونة العواطف والوجدانات
امتلكني خاطر لئيم
ماذا لو أفحمت الحقرة بشاكلتها
ولكنّ شاهد العقل وقف ممانعا
... .. .. ..
وانفتحت نافذة الخلاص
الهجران هو الكي الناجع
... .. ..
ومع أنّ متيّمي يظلّ يذكرها باشتياق
والروح تبقى تعشق رنّة أنفاسها الغضبى
تضطرب كفرخ عصفور يأمل التحرّر من عشّه
فقد سبق الجدّ الهزل
... .. ..
وحزمت حقيبتي ...