وأمضي ماتبقى من حياتي
مشردة في حانات اليأس
أصارعُ تيارات الحزن
وأملٌ يحتضرُ على شفاه الزمن
أتساءلُ هل ماكان بيننا مجرد حلم ؟
أم أنه سراب عانق وجه الغمام ورحل ؟
وأقفُ على الأطلال حيث كنا نلتقي
في ركن مهملٍ لم يهدمهُ حزني
فتزيدُ رسلُ المكان من وجعي
وأمنياتٌ تسربت كالماء من يدي
فهنا سهرنا بين أحضان القمر
راقصنا النجمات عانقنا وجه الغسق
ومع المطر كانت لنا حكاياتٌ وحكايات
تبدأ ببعض القطرات
ويتوالى الهطول علينا
لنغرق في لذة أمانينا
وكم كانت تحلو أمسياتنا معاً
حين كنا نلتقي تحت أفياء الياسمين
يتقد فينا الحنين
تغمرنا تيارات العشق
بنفحاتٍ من الشوق
نسهر حتى بزوغ الفجر
فيتهادى الوقت على أكف السحر
ويطغى الفرح على ليالي العمر
أمازلت حبيبي تذكر ؟
حين زفيتُ لك نفسي
وخمر هواك أسكرني
أذابني في يم ذاتي
صلبني على جهات أشواقي
والسفر بين غاديات سعادتي
الآن أبكي بحرقة على نفسي
على حب تسلل من بين أناملي
أغتسلُ بدموع ندمي
وحلمٌ عذريٌ تبعثر مني
سئمتُ من مغازلة أفكاري
والسهر بين أكف وحدتي
أحاول استرجاع ملامحٍ لي
أضحت من قسمات الماضي
ليتني أعاودُ احتضان الحلم
ولو بكسرة صغيرة من الأمل
وأعودُ لأمني نفسي أنك ستأتي
تحملني على حصانٍ أبيض وتمضي
ومازلت أنتظرك حتى اليوم على شرفتي
أيها المقيم الأبدي بين قلبي ونبضي