بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى الجنة
هيا بنا نريد أن نحلّق عالياً لتسمو أرواحنا الى منزلة عظيمة ، هيا بنا ندخل الجنة ،المكان الذي نتمنا أن ندخله جميعاً
وحان
ألان الوقت لدخلوها الذى ما عليك إلا الاسترخاء و قراءة هذه الكلمات وانت
موقن بأنها صحيحة لأني استخرجتها من مصدر موثوق جدا هو "النهاية في الفتن و
الملاحم لابن كثير الدمشقي"
والآن ، استرخاء تشغيل التخيل الذي سننطلق به الى الجنة وجمع كل الأحاسيس و الشعور هيا بنا.
أنت
ألان و قد انتهيت من الموقف العظيم الذي كان من أصعب الأشياء عليك و على
الأمم كلها و ها انت ترى و قد مدّ صراط طويل ، يا ويلي إن جهنم من تحته
سوداء مظلمة و كلاليبها في انتظار المارّين عليه ولا بدّ ان نمر عنه ، انه
احد من السيف و أدق من الشعرة ، آه ما هذا ؟ إن الله يعطي كل إنسان نوراً
ليمر عن ذلك الصراط ... الحمد لله فالنور الذي أعطيته عظيم ، لقد كنت في
الدنيا مطيعا لله وقّافاً على حدوده لا تتعدّاها ، واليوم انت تعطى ذلك
النور العظيم ،وتأخذ إذن الجواز على الصراط
"بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان ، أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية "
ورسول الله يقول : " رب سلم سلم"
والملائكة تقول : "رب سلم سلم"
وها
انت بين الناس ,محشور معهم تمشي الى الجنة و رسول الله راكب ناقة و بلال
ينادي الأذان بين يديه فإذا قال اشهد أن لا اله إلا الله ، واشهد أن محمد
رسول الله صدقه الأولون والآخرون
ها هو رسول الله يستفتح الجنة فيقول خازنها : من انت ؟
فيقول رسول الله : محمد فيقول : بك أمرت ألّا افتح لأحد قبلك
ها
انت ضمن الوفد الذي وصفهم رسول الله ، أتذكر يوم قرأ علياً (يوم نحشر
المتقين الى الرحمن وفدا) فقال عندها (ما أظن الوفد إلا الركب يا رسول الله
)
فقال صلى الله عليه و سلم : والذي نفسي بيده إنهم إذ يخرجون
من قبورهم يُستقبلون ، أو يؤتون بنوق بيض لها أجنحة ، وعليها رحال من الذهب
شراك نعالهم نور يتلألأ (انظر الى شراك نعلك (أي رباط حداءك) )كل خطوة
منها مد البصر فينتهون الى شجرة ينبع من أصلها عينان ( اتراهما ) فيشربون
من أحداهما (اشرب) فيغسل ما في بطونهم من دنس ،ويغتسلون من الأخرى (اغتسل)
فلا تشعث ابشارهم (بشرتهم) بعدها أبدا ، و تجري عليهم نظرة النعيم ،
فينتهون أو يأتون باب الجنة ( ها انت ألان على بابها ) فإذا حلقة من ياقوتة
حمراء على صفايح الذهب (انظر ما أجملها) فيضربون باب الحلقة على الصفايح
(اضرب الباب ) فسمع لها طنين بأعلى فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد اقبل ( ها
انت ضربت حلقة الباب و علمت حورائك بقدومك ) فتبعث قيّمها(خادمها) فيفتح له
( ها قد فتح الباب لك ) فإذا رآه خرّ له ساجداً فقول : ارفع رأسك ، إنما
أنا قيّمك وكّلت بأمرك ( و ها هو يتبعك و يقفو أثرك )
كما قال
صلى الله عليه و سلم فيستخف الحوراء بالعجلة ، فتخرج من خيام الدرّ
والياقوت(ها هي خرجت) حتى تعانقه( أتشعر بحرارة ضمتها لك) و ثم تقول : انت
حبي وأنا حبك و انا الخالدة التي لا أموت ،
وأنا الناعمة التي لا أبأس ، و انا الراضية التي لا اسخط ، وأنا المقيمة لأتي لا اظعن (هل تسمعها )؟)
فيدخل
بيتاً من أسّه (أساسه) الى سقفه مئة ذراع ، بناءه من جندل اللؤلؤ ، طرائقه
احمر و اخضر و اصفر ، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها ( هل ترى بيتك ؟ انظر
.. انظر ) و في البيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون حشيّة ،على كل
حشيّة سبعون زوجة ، على كل زوجة سبعون حلّة ، يرى مخ ساقها من وراء الحلل (
الثياب) يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه ، الأنهار من تحتهم
تطرد ( تسير) انهار من ماء غير آسن ، صاف لا كدر فيه و انهار من لبن لم
يتغير طعمه ، لم يخرج من ضروع الماشية ، وانهار من خمر لذةً للشاربين ، لم
يعصرها الرجال بأقدامهم ، وانهار من عسل مصفّى ، لم يخرج من بطون النحل (
أشاهدت هذه لانهار ما أجملها!، ما أروعها !، انك في الجنة ! ) فيستحلي
الثمار ، فان شاء أكل قائما و إن شاء أكل متكئاً (وأنت كيف تحب الأكل ؟
قائما أم متكئاً ) ثم تلا : ( ودانية عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا )
فيشتهي الطعام ، فيأتيه طير ابيض أو اخضر فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي
الألوان شاء ( أتحبه مقلياً ، مشويَاً ، متبّلاً ... كيف تريد الأكل ؟ )
ثم تطير فيذهب
فيدخل الملك فيقول : سلام عليكم
أتسمعه ؟ (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )
وها
انت تأخذ سوار الفرح حين ترى صورة أهل الجنة ، و تلبس لباسهم ، و تحلّى
حليّهم ، و ترى أزواجك و خدمك ، ولو كان ينبغي أن تموت لمت ألان من سوار
فرحك فقال لك : أرأيت سوار فرحتك هذه ؟ فإنها قائمة لك أبدا
وها
انت نتظر الى نفسك لترى ما تغير عليك ,فأنت على صورة القمر ليلة البدر ,
أو صورة أشد كوكب دري في السماء أضاءه, لا تبول ولا تتغوط ولا تمخط , مشطك
ذهب , وريحك مسك ومجامرك الألوه وأزواجك الحور العين , وخلقك على خلق أهل
الجنة كأنكم رجل واحد
وصورتك على أبيك آدم ستون ذراعا وعرضك سبع أذرع وعمرك ثلاثا وثلاثين ولا تزيد عليها أبدا
وعلى حسن يوسف, ولسان محمد, أجرد ,أمرد, مكحل(معناه: معرون من الشوائب والقبائح)،.
والآن
انت تمشي في الجنة للتعرف عليها أكثر , أنظر إنها لبنة (طوبة) من فضة
ولبنة من ذهب وملاطها ( الطين الذي يجعل بين الأحجار في
البناء(اسمنت))المسك وحصباءها اللؤلؤ والياقوت , وترابها الزعفران
وأنت دخلتها فتنعم ولا تبأس وتخلد ولا تموت ولا تبلى ثيابك ولا يفنى شبابك
وها هي الجنة تتكلم فتقول ( قد أفلح المؤمنون), وتقول الملائكة (طوباك منزلة الملوك
لقد
كنت في الدنيا تلقي أخاك فتسلم عليه و ترد عليه السلام فقد أفشيت السلام
وأطعمت عيالك واهلك حتى أشبعتهم فقد أطعمت الطعام , ولقد صمت رمضان ومن كل
شهر ثلاثة أيام فقد أديت الصيام ولقد صليت العشاء الأخيرة وصلاة
الغدة(الصبح) جماعه لقد صليت بالليل واليهود والنصارى نيام ( أتذكر) فابشر
اليوم في الجنة بغرفا من أصناف الجواهر كلة , يرى ظاهرها من باطنها , فيها
من النعيم واللذات والشفوف (ضَرْب من السُّتور يسْتشِف ما وراءه )ما لا عين
رأت ولا أذن سمعت
أنظر الى سقف الجنة نور تتلألأ كالبرق اللامع , لولا ان ثبت الله بصرك لأوشك ان يخطف
أما
إذا كنت من أصحاب أهل الأسقام والأوجاع والبلوى فابشر بغرفا ليس فيها
معاليق من فوقها ( ليست معلقة) ولا عمد من تحتها تدخلها كأشباه الطير
أمشي
قليلا لتصل الى خيمتك أنظر إليها --- إنها دره مجوفة طولها فرسخ(مقدار
ثلاثة أميال والميل في كَلَامِ الْعَرَبِ مِقْدَارُ مَدَى الْبَصَرِ مِنْ
الْأَرْضِ وعرضها فرسخ انظر الى أبوابها إنها لها ألف باب من ذهب حولها
سرادق(تُمَدُّ فوق صَحْن الدار ) دوره خمسون فرسخا ,و يدخل عليك من كل باب
بهدية من الله عز وجل (و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب)(الرعد)
وأنت تمشي وتنظر وتسر بما ترى فتراب الجنة درمكة بيضاء مسك خالص
انظر
الى انهار الجنة وهي تفجر من جبل مسك فهي لا حدود لها في الأرض حافتاها
اللؤلؤ وقبابها اللؤلؤ وطيبها المسك الأذفر ( الأذفر الذي لا خلط له))
انظر الى بحر البن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر وكيف تشقق الأنهار منها بعد
انظر الى جريانها وكثرته وها انت تبسطها حيث تريد وفي المحل الذي تحب
وأنت
تسير تصل الى نهر الكوثر النهر الذي أعطاه الله الى حبيبك ونبيك محمد صلى
الله عليه وسلم انه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وفيه طير أعناقها
كأعناق الجزور(الأبل) , وتلك الطيور ناعمة واكلها انعم منها
انت فرح جدا وأنت تسير فهذا المكان الذي ستحيا به أبدا إن شاء الله ,لا موت اليوم ولا تعب ولا نصب
تمشي
وتنظر يمنة ويسرة لترى الأشجار حيث سوقها من الذهب وتمر عن النخيل وتقف
بجانبها مليا لتنظر إليها فجذوعها من زمرّد اخضر و فروعها من ذهب احمر
وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم و حللهم ، تمرها أمثال القلال و
الدلّاء ( الجرة والدلو ) اشد بياض من اللبن و احلى من العسل واللبن من
الزبد ليس فيه عجم
و تتأمل الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق
قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مئة عام في كل نواحيها و ها هم أهل
الجنة يخرجون من الغرف و غيرهم ليتحدثوا في ظلّها
انظر إليهم لقد اشتهى احدهم لهو الدنيا فأرسل الله ريحا من الجنة فحرّك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا
تأمل عنبها و عظم العنقود فيها مسيرة شهر للغراب الابقع لا يفتر( لا يتعب ) و عظم حبتها تتخذ منها دلواً
وهذه شجرة طوبا مسيرة مئة سنة ، ثياب أهل الجنة تحرج من أكمامها
وهذه
سدرة المنتهى في السماء السابعة ، انه غشيها نور الرب جلّ جلاله و انه
غشيتها الملائكة عليها مثل الغربان ( يعني كثرة ) وانه غشيتها فراش من ذهب و
غشيتها ألوان متعددة لا يستطيع احد أن ينعتها ، نقبها مثل قلال
هجر(سُمِّيَتْ قِلَالًا لِأَنَّهَا تُقَلُّ أَيْ تُرْفَعُ إذَا مُلِئَتْ
وَقَدَّرَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ الْقُلَّتَيْنِ بِخَمْسِ قِرَبٍ
وَأَصْحَابُهُ بِخَمْسِ مِائَةِ رِطْلٍ وَزْنً كُلُّ قِرْبَةٍ مِائَةُ
رِطْلٍ) ، وورقها مثل آذان الفيلة و هي يخرج من ساقها نهران ظاهران و نهران
باطنان و حين سأل صلى الله عليه و سلم عنهما أجابه جبريل عليه السلام بان
النهران الباطنان في الجنة و ان النهران الظاهران فالنيل و الفرات
و
تتعجب حين ترى السدر الذي كان يؤذي الناس بشوكه في الدنيا و قد خضض الله
شوكه فجعل الله مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت تمراً ينفتق التمر منها عن
اتنين و سبعين لوناً ما فيها لون يشبه الأخر
ولقد كنت في الدنيا
تكثر من سبحان الله و الحمد لله و لا اله إلا الله و الله اكبر ، سبحان
الله العظيم و بحمده ؟، فاليوم تكثر غراسك من شجر الجنة بقدر تسبيحك في
الدنيا
و تتابع مسيرتك لترى ثمار الجنة لا تنقطع في بعض ألازمان
بل هو موجود في كل اوآن ليس دونها حجاب و لا مانع بل إذا أردتها هي موجودة
سهلة ، منالها قريب ، ولو كانت في أعلى الشجرة
إذا أردت أخذها اقتربت منك
حين تذوقها تعلم أن ليس في الجنة من الدنيا إلا الأسماء
يا
سلام---- يا سلام ----على ذلك الطائر عنقه كأعناق البخت (النوق) يصطفّ على
يدك و تقول لك يا ولي الله رعيت في مروج تحت العرش و شربت من عيون النسيم ،
فكل مني ... و لا تزال تفتخر بين يديك حتى يخطر على قلبك أكل احدها ، فتخر
بين يديك على ألوان مختلفة فتأكل منه ما تريد حتى إذا شبعت تجمعت عظام
الطائر ، فصار يرعى في الجنة حيث شاء
امسك الآنية كي تشرب هي من فضة في صفاء الزجاج لم يكن له نظير في الدنيا ، و هي مقدّرة على قدر كفايتك في شربك لا تزيد ولا تنقص
وكلما
جاءك الخدم بشيء من ثمار و غيرها حسبته الذي أتوا به من قبل هذا لمشابهته
في الظاهر وهو في الحقيقة خلافه فتشابهت الأشكال و اختلفت الحقائق و الطعوم
والروائح
حتى قوّتك زادت فهي بقوة مئة رجل في المطعم والمشرب و
الشهوة والجماع, و حين تكون لك حاجة(الذهاب للحمام أجلكم الله) يفيض العرق
من جلدك مثل ريح المسك فإذا البطن قد ضمر
ولكن هوا الأرض غلب
عليك و اشتقت أن تزرع فاستأذنت ربك في الزرع فقال لك ربك : الست فيما شئت ؟
قلت :بلا ، ولكن أحب انا ازرع فتبذر فبذار الطرف نباته و استوائه و
استحضاره ، فكان أمثال الجبال فقال الله عز وجل لك : دونك يا ابن آدم ،
فانه لا يشبعك شيء
وتسير في الجنة لترى فيها خيلا وإبلا هفافه مرهفه تسير خلال ورق الجنة لتزور من تشاء عليها
وهناك الفرس من ياقوتة حمراء لها جنحان تطير بك في الجنة حيث شئت
وتصور نفسك وأنت تركب في ألف ألف من خدمك من الولدان المخلدين على خيل من ياقوت احمر لها أجنحة من ذهب
وها
انت تشتاق الى إخوانك في الدنيا فيسير سريرك الى أسرتهم فتجتمعوا جميعا
وها انت تسأل صاحبك : أتعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول لك: كنا في موضع كذا
وكذا فدعونا الله فغفر لنا
و ها انت متكئ في الجنة سبعين سنة
قبل أن تتحرك و تأتيك زوجتك فتضربك على منكبيك ( على كتفيك) فتنظر وجهك على
خدها أصفى من المرآة و إن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ،
فتسلّم عليك فترد السلام وتسألها من أنتي ؟ فتقول : أنا المزيد ، و انه
ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبا فينفذها بصرك حتى مخ
ساقها من وراء ذلك ، وان عليها التيجان وان أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين
المشرق والمغرب
انظر الى الحور العين تغزّل تغزّل فهنّ ضخام
العيون ، اشفار الحور بمنزلة جناح النسر وهنّ أصفى من صفاء الدرّ لذي في
الأصداف والذي لم تمسّه الأيدي ، خيّرات الأخلاق ، حسان الوجوه ، رقّتهن
كرقة الجلد الذي يكون داخل البيضة فيما يلي القشرة
وانظر الى
زوجتك التي كانت معك في الدنيا و قد فضّلها الله على الحور العين بصلاتها و
صيامها و عبادتها لله ، انظر إليها و قد البس الله وجهها النور و جسدها
الحرير ، بيضاء اللون ، خضر الثياب ، مجامرها الدرّ و أمشاطها الذهب ، و
تقول : نحن الخالدات فلا نموت و نحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، و نحن
المقيمات ، فلا نضعن أبدا ، آلا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبا لمن
كان لنا و كنا له
و قد صار عجائز الدنيا في الجنة متعشّقات متحببات على ميلاد واحد
و
انظر هذه المبارزة بين الحور العين و النساء الدنيا حين يرفعن (الحور)
اصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها وهنّ يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد و نحن
الناعمات فلا نبأس و نحن الراضيات فلا نسخط ، طوبا لمن كان لنا و كنا له
وإجابة
المؤمنات من نساء أهل الدنيا : نحن المصلّيات وما صليّتن و نحن الصائمات و
ما صمتنّ ونحن المتوضئات و ما توضأتنّ و نحن المتصدّقات و ما تصدقتنّ
انظر الى نفسك وأنت تفضي في الغداة الواحدة الى مئة عذراء
وها أنت تمس أزواجك بذكر لا يملّ و شهوة لا تنقطع ثم تعود نسائك أبكارا
وأما إذا اشتهيت الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنّه في ساعة كما تشتهي
انظر الى الراحة الدائمة و ها أنت تقف بين المؤمنين و الله عز وجل يكلّمك مع اهل الجنة ( أتسمع قول الله تعالى ؟ ) : يا أهل الجنّة
فتقولون : لبيك ربنا و سعديك
فيقول : هل رضيتم ؟
فتقولون : ما لنا لا نرضى ، و قد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك ؟
فيقول : إنما أعطيتكم أفضل من ذلك
فتقولون : يا ربنا ، فأي شيء أفضل من ذلك ؟
فيقول : أحلّ عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا
وبينما أنت جالس مع أهل الجنة في مجلس لكم إذ سطع نور على باب الجنة فرفعتم رؤوسكم (ارفع رأسك) فإذا الرب قد أشرق
فقال : يا أهل الجنة سلوني
قلتم : نسألك الرضا عنّا
قال : رضائي أحلكم داري و أنا لكم كرامتي و هذا أوانها فسلوني
قلتم : نسألك الزيادة
فيأتون
بنجائب(هِيَ نِسْبَةٌ إلَى مَهْرَةَ بْنِ حَيْدَانَ وَهِيَ نَجَائِبُ
تَسْبِقُ الْخَيْلَ وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي صِفَاتِهَا فَقَالَ لَا
يُعْدَلُ بِهَا شَيْءٌ فِي سُرْعَةِ جَرَيَانِهَا وَمِنْ غَرِيبِ مَا
يُنْسَبُ إلَيْهَا أَنَّهَا تَفْهَمُ مَا يُرَادُ مِنْهَا بِأَقَلِّ أَدَبٍ
تُعَلَّمُهُ وَلَهَا أَسْمَاءٌ إذَا دُعِيَتْ أَجَابَتْ سَرِيعًا) من
ياقوت احمر أزمتها زمرّد اخضر و ياقوت احمر فتجلسون عليها ، تضع حوافها عند
منتهى طرفها ( أرأيت السرعة ؟ ) فيأمر الله فيجيء جوار من الحور العين و
هنّ يقلنَ : نحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الخالدات فلا نموت ، أزواج قوم
مؤمنين كرام ( أتسمعهم ؟ ) و يأمر الله بكثبان من مسك (جبل من مسك ) اذفر
ابيض ، فينثر عليكم ريحاً يقال لها المنثرة ( أتشم الرائحة ؟ ) حتى ينتهي
بكم الى جنة عدن - وهي قصبة الجنة - فتقول الملائكة يا ربنا قد جاء القوم ،
فيقول : مرحبا بالصادقين ، مرحبا بالطائعين ، فيكشف لكم الحجاب فتنظرون
الى الله عزّ و جلّ فتتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضكم بعضاً
فيقول : ارجعوهم الى قصورهم بالتحف
فترجعون ، وقد أبصر بعضكم بعضاً